يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
بدائع العضيان – حي الياسمين _ طريق الملك عبدالعزيز
عبدالله، طفل يتيم فقد والده وهو في سنواته الأولى. لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره حين بدأت معاناته الحقيقية مع اليتم. كانت والدته تبذل قصارى جهدها لتوفر له ولاخوته حياة كريمة، لكن الأعباء الثقيلة جعلت الصعوبات أكبر من قدرتها.
كبر عبدالله وهو يشعر أن طفولته تسلب منه يومًا بعد يوم، بين احتياجات أساسية مفقودة وأحلام صغيرة تكاد تتلاشى.
حين جاءت الكفالة، لم تكن مجرد مساعدة مالية، بل كانت حياة جديدة تبدأ. وفرت له الكفالة التعليم الذي كاد أن يُحرم منه، والملابس التي تحفظ كرامته بين أصدقائه، والطعام الذي يزرع في قلبه الطمأنينة.
لم تعد والدته وحدها في مواجهة مسؤوليات الحياة، بل وجدت في الدعم سندًا يخفف عنها. أما عبدالله، فقد شعر أنه ليس منسيًا، وأن هناك من يهتم لأجله ولأجل مستقبله.
استطاع أن يستمر في دراسته ويصبح من المتفوقين.
استعاد ثقته بنفسه بين أقرانه.
وجد في الكفالة مصدر أمان نفسي واجتماعي.
أصبحت أسرته أكثر استقرارًا وقدرة على مواجهة متطلبات الحياة.
كفالة اليتيم لا تعني فقط تقديم مبلغ مالي، بل هي رسالة إنسانية عظيمة. هي احتضان الطفل فقد السند، ومنحه الفرصة لينمو بكرامة ويصنع لنفسه مستقبلًا أفضل.
وقد قال النبي ﷺ:
"أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما.
قصة عبدالله ليست سوى نموذج واحد من آلاف القصص التي يمكن أن تتحول من حزن إلى أمل بفضل كفالة يتيم. إن كفالة اليتيم هي صدقة جارية وأجر عظيم، وأثرها يتجاوز اليتيم نفسه ليصل إلى أسرته ومجتمعه بأكمله.
عبدالله اليوم يبتسم لأنه وجد من يكفله، لكن ما زال هناك الكثير من الأيتام ينتظرون.
كفالة يتيم قد لا تغيّر العالم كله، لكنها بالتأكيد تغيّر عالم طفل واحد إلى الأبد.